الإفطار وجبة رئيسة ينصح بها جميع خبراء التغذية، ولكنها الوجبة التي يسقطها بعضنا من برنامج طعامه اليومي بدعوى انعدام الشهية أو عدم وجود الوقت، أو أن الأكل في الصباح هو نوع من الترف الصحي الذي لا داعي له.
أن وجبة الإفطار تلاقي منافسة حادة وهي في وضع ضعيف أمام دفء السرير ولذة دقائق إضافية من النوم.
وللإفطار أهمية كبيرة كوجبة رئيسة، فبعضهم يكتفي بفنجان من القهوة أو من الشاي ليبدأ يومه، وهي ترى أن هذا خطأ صحي، فالجسم يحتاج إلى وقود ليبدأ نشاطه اليومي، فالنهوض من السرير لا يعني اليقظة والانتباه، ولا يعني انتهاء الشعور بالكسل، ولكن تناول الإفطار هو بداية يوم العمل وهو الإشارة والرسالة للجسم والعقل بأن فترة الاسترخاء انتهت.
استراتيجيات الالتزام
- يجب أن يكون هناك التزام من الجميع وخصوصًا عندما يكون هناك أسرة ولها أبناء في المدرسة بأن لا مغادرة للبيت قبل تناول وجبة إفطار شهية، أي أن يكون الإفطار من الوجبات المغذية والمحببة أيضًا. وعندما يكون الإفطار جماعيًا (جميع أفراد الأسرة) فإنه يكون أكثر متعة وأكثر قبولاً وطعمًا.
- يجب الاقتناع والتفهم العلمي بأن تناول الإفطار ضرورة وليس رفاهية، فهي كمثل توقف صاحب السيارة عند محطة الوقود ليعيد ملء الخزان بالوقود. فالإفطار هو مرحلة إعداد الجسم بالوقود ليتمكن الشخص من أداء العمل جسميًا وفكريًا بكفاءة عالية.
والإفطار لا يعني ملء خزان الوقود بل هو بداية تشغيل لأجهزة الجسم الساكنة والمتراخية من جراء استراحة الليل الطويل. فالشعور الخادع المصاحب لنا بعد اليقظة بأننا لسنا في حاجة إلى وقود لبدء عملنا، هو نتيجة الراحة السابقة في السرير والراحة المكتسبة خلال النوم، ولكن هذه الظواهر الخداعة سريعًا ما تختفي وتبدأ علامات الإرهاق والتعب والكسل.
- في أيام العطل يجب الاهتمام بأن تكون وجبة الإفطار من النوع الذي يقدم فيه الجديد، كأن يقدم الخبز المنزلي المصنوع في البيت، أو أطباق البيض المعدة بطريقة جديدة. أو أن تكون وجبة فريدة من إفطار بعض شعوب العالم. والحكمة من هذا هو كسر الملل الذي يصاحب إعداد وجبة الإفطار التقليدية وتناولها.
- تدرك المؤلفة مشكلة غسل الأطباق أو تنظيف المائدة وترى أنها عقبة أمام صنع إفطار شهي، وتقدم حلولها المناسبة لبيئة العمل الأمريكية، فتقول إنه يمكن تجهيز الإفطار بأقل عدد من الأطباق، كما أن غسل الأطباق قبل مغادرة المنزل هو أمر ضروري، لذا تنصح بأن يكون حوض المطبخ جاهزًا بالماء الساخن والصابون لغسل الأواني المستخدمة بأسرع وقت.
- يفضل وضع قائمة منوعة للإفطار لأسبوع كامل والاستعداد بالمواد المطلوبة، وإعداد بعض الأكلات لتكون جاهزة أو نصف جاهزة، ليمكن تسخينها أو إعدادها في الصباح وتقديمها بوقت أسرع. ( الكتاب يحتوي على وصفات عديدة لوجبة الإفطار).
إفطار الشعوب
يعتبر الخبز والبيض والأجبان هي عامل مشترك في الكثير من مناطق العالم. فالإفطار في دول الشرق الأوسط يتكون من اللبن والجبن والزيتون والفول والفلافل والحمص .
وفي شمال إفريقيا تدخل الخضار كنوع من مفردات الإفطار بجانب الخبز.
وإيطاليا تفطر على شرائح البيتزا المغطاة بالجبن.
والإسبان يفطرون على البطاطس والبيض والقهوة الكثيرة.
وفي دول بحر الكاريبي فإن الإفطار لا يخلو من شريحة السمك ونوع من الفواكه المحلية.
وفي اليابان يفضلون الإفطار بشرائح السمك أو شربة السمك مع المخللات.
وفي أوروبا يفضلون وجود شرائح اللحم أو أنواع من السجق مع البيض في وجبة الإفطار.
وتصف إفطار الشعب المكسيكي بأنه بقايا عشاء يوم أمس، حيث يعاد تسخين ما تبقى من طعام ليكون إفطارًا ليوم جديد.
الجوع الكاذب
يشعر بعضنا عندما يتناول الإفطار بأنه يجوع بعد فترة قصيرة من تناول هذه الوجبة، ويرى أن تناول الإفطار مشكلة تؤدي إلى زيادة الوزن. وتتعرض المؤلفة لهذا الإشكال، وتقول إن مستوى السكر في الدم عند الاستيقاظ يكون ساكنًا، وعندما نتناول وجبة الإفطار وخصوصًا عندما تكون من الكربوهيدرات فقط فإن مستوى السكر في الدم يرتفع كثيرًا، ويقوم البنكرياس بدفق مادة الإنسولين ليعمل على خفض نسبة السكر ويحفظ التوازن المطلوب للصحة. وهنا يشعر الشخص بنوع من الإرهاق أو الجوع الشديد، الأمر الذي يجعلنا نبحث عن مسكّن لهذا الجوع المفاجئ.
والحل هو أن نتناول الإفطار بحكمة، فهذا التعرض للجوع بسبب نوعية الأكل الذي نتناوله في الإفطار، بالتالي فإنه يجب أن يكون الإفطار منوعًا، ولا يكون من الكربوهيدرات فقط، فتأثيرها يقل كثيرًا عندما يكون هناك دهون أو بروتينات، أو فواكه في قائمة ما نأكله في الصباح.
(م)