الدكتور البحريني نبيل تمام.. حمل روحه على أكفه من أجل نصرة القضية الفلسطينية
د. نبيل تمام إعداد: اللجنة الإعلامية:
يشارك الدكتور البحريني نبيل تمام في مهرجان يوم القدس العالمي الخامس والعشرين، ويتوقع لمشاركته أن تنقل صورة أخرى لما عايشه ورآه ولمسه في غزة أبان إعتداء العدو الصهيونية عليها من 27 ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009. تمام خاطر بحياته وغادر البحرين متوجها لقطاع غزة واستطاع مع زميله الدكتور علي العكري وآخرون من دخول غزة هبر مدخل رفح أثناء القصف الإسرائيلي الغاشم على القطاع، ليقوم بدوره الإنساني والمهني تجاه الجرحى الفلسطينيين.
فمن هو الدكتور نبيل تمام؟
الدكتور نبيل تمام الدكتور نبيل تمام، من مواليد منطقة النعيم. استشاري الأنف والأذن والحنجرة. ونائب رئيس الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، وعضو جمعية الأطباء البحرينية. كان عضواً للاتحاد الوطني لطلبة البحرين فرع القاهرة في السبعينات.
أبدى اهتماماً مبكراً بالقضايا المشتركة (قضية فلسطين) وطموح الشعوب العربية للوحدة العربية. وشارك في المظاهرات الطلابية في المرحلتين الإعدادية والثانوية.
في العام 1978 كان ضمن المتفوقين الثلاثين الأوائل على مستوى مدارس الثانوية العامة في البحرين. غادر لجمهورية مصر العربية لدراسة الطب بجامعة عين شمس. كان عضواً ثم أصبح رئيساً في السنتين الأخيرتين للدراسة في الاتحاد الوطني لطلبة البحرين فرع القاهرة.
جمعية الأطباء البحرينية تستقبل د. تمام أثر عودته من غزة في 22 يناير 2009 زاد اهتمامه بالعمل الوطني، من دون أن يؤثر ذلك على تفوقه الدراسي. تأثر بالتربية الطلابية، الإيمان بالحركة الوطنية والسياسية، ومجالسة المثقفين والسياسيين. كان يحضر حلقات النقاش التي يخوضها الشباب من حوله مستمعاً فقط وملتزماً الصمت. علمته تلك الحوارات إحترام الرأي الآخر.
عاش الدكتور نبيل تمام هذه المآسي عاد للبحرين حاملاً شهادة بكالوريوس الطب في العام 1986 وفي العام نفسه عقد قرانه على جميلة يوسف الوطني التي تحمل توجهاً مماثلاً، كان للعيش في بيئة متشابهة ومنطقة واحدة دوره في ذلك. غرق في مهنة الطب لمدة سبع سنوات كطبيب معالج. واصل للحصول على درجة طبيب أول. بعد 4 سنوات حصل على الجزء الأول من الزمالة البريطانية.
تمام مع زملاءه الأطباء في غزة لم تتوقف اهتماماته السياسية رغم انشغاله بالعلم والدراسة من جديد للحصول على الدراسات العليا والتدريب المهني في مجال التخصص الأنف والأذن والحنجرة. قضى أربع سنوات في مستشفى سانت ثوماس (أكبر وأعرق مستشفيات لندن) للحصول على درجة زميل الكلية البريطانية في أدنبره، مجال التخصص الأنف والأذن والحنجرة (FRCS) في العام 1995 وفي العام نفسه رزق بطفله الأول هشام.
واستمر التدريب بلندن حتى العام 1996 وتم ترقيته في العام 1999 لدرجة استشاري في التخصص الأنف والأذن والحنجرة، وفي العام 2004 رزق بالطفل الثاني إرم وعمره 4 سنوات.
تمام أثناء قيامه بعمله الإنساني من أجل غزة ومن اللجنة التابعة لجمعية الأطباء البحرينية تطوع مع زميله علي العكري استشاري جراحة عظام، للذهاب إلى غزة لتوصيل المعونات، وللإطلاع عن كثب على الأوضاع والحاجات الماسة من أجهزة وأدوية ومؤن وغيرها. تلك الأوضاع التي لن يعرفها إلا من كان هناك. في قلب الداخل. حيث الأوجاع حقائق ترى بالأعين.
غادر البحرين في يوم الثلثاء 6 يناير2009 متجها إلى مطار القاهرة الدولي، ومنه عبر البر إلى الفندق الوحيد في منطقة العريش. كان يسكن في هذا الفندق جميع الأطباء الذين أتوا يحملون أرواحهم على أكفهم من أجل نصرة الفلسطينيين.
الدكتور نبيل تمام مع زملاءه الأطباء لدى اعتصامهم في معبر رفح دخل الدكتور نبيل تمام مع الفوج الثالث المكون من الأطباء المصريين. كان ذلك يوم الثلثاء الموافق 13 يناير 2009 أي بعد 6 أيام من الاعتصامات المتواصلة عند المعبر. وبعد أن تم تفتيشهم تفتيشاً دقيقاً، سُمح لهم بالعبور. كانت قلوبهم قد سبقت أجسادهم بالعبور.
عمل أولاً في مستشفى '' الشهيد أبو يوسف النجار '' في معالجة وتضميد الجرحى، شاهد أجساد ممزقة. أرجل مبتورة. أيد مبتورة. أو كلاهما معاً. رؤوس مهشمة. واستمر يعالج الجرحى حتى تاريخ 18 يناير 2008، وهو يوم وقف إطلاق النار في غزة.
الدكتور نبيل تمام في أحد مستشفيات غزة واتجه في اليوم التالي إلى مستشفى العودة شمال غزة، رأى زلزالاً قد دمر كل شيء. كل شيء سُويَ بالأرض في تلك المنطقة التي يطلق عليها عزبة عبد ربه. وكذلك منطقة تل الهوى. لم يسلم من الدمار ما يقارب 6 ألاف منزل و10 ألاف وحدة سكنية، 27 مسجداً، مستشفيات، ومدراس. جرفت الأراضي الزراعية بمساحات شاسعة. قتلت المزروعات التي يقتات منها الناس، دمار للمصانع والمخابز وغيرها.
الدكتور نبيل تمام لدى عودة للبحرين قادم من غزة وواصل عمله الجراحي والطبي في معالجة الجرحة في مستشفى العودة لحين عودته للبحرين في 22 يناير 2009، ليعود ويروي المآسي والفجائع الذي شاهدها بعينه ولمسها بيده.
تمام في مطار البحرين